بالوعة الضجيج

 لازلت متفائل رغم كل سخطي على المظهر الخارجي  والصوت العالي لمجتمعنا العربي في وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعه والأمر أشبه بميدان مزدحم بالسيارات في مدينة مثل القاهرة تخيّل المنظر واستمع للصوت : 

_ حادث بسيط جداً بين سيارتين ثم نزول الركاب يتسبب في توقّف الطريق وتكتل السيارات وكل سائق يخرج رأسه لمشاهدة السبب ، هذا الحدث الروتيني البسيط يحصل على نسبة مشاهدات عالية في هذا الشارع ؛ 

_ أصوات البواري يحصل معها إعادة تغريد تصل إلى ألف بوري في ثواني  ؛

_ متسوّل وربما لص يستغل الزحام ؛

 _ صاحب متجر يسوّق لبضاعته بصوت عالي على الرصيف لايهمه إن كان في الحادث وفيّات ؛

_  مجموعة مراهقين تكاد تنفجر آذانهم من أصوات الإيقاعات داخل سيارتهم لايبالون بالشارع ولا الشارع يبالي بهم ؛ 

_ فتاة تقطع الشارع والزحام والقلوب والسيارة المراهقة معاً (إلى نصفين ) وتصل إلى الرصيف _ بأي شكل كان_  فتحصد المتابعات والإعجاب والردود ؛ 

_  الواقفين على الرصيف المشاة أمثالك بعضهم يعجبه هذا الضجيج فيبتلعهم بأصواتهم ؛ 

~ وأنت المتأمّل المستنكر أو اللامبالي ستهرب بعيداً عن هذا الشارع إلى شارع آخر أكثر اتساعاً وأعم هدوءاً تختار فيه الصوت الذي تفضل سماعه والمنظر الذي تُحب مشاهدته ، (في النهاية أي ضجيج تُحدثه أنت في هذا الشارع لن يستوعبه أحد ) .. 

إحدى الاحتمالات التي ستحصل معك أنك ستعود وتقتحم  ذلك الزحام في الشارع الأول فإما أن تُحدث الضجيج أو يبتلعك الضجيج .. !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صلصال